هل يجوز ‏هجر المنافق والنمّام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال

هل يجوز ‏هجر المنافق والنمّام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجوز هجر أهل المعاصي للمصلحة؛ لأن العلماء ذكروا جواز هجران أصحاب المعاصي أكثر من ثلاثة أيام إن ترتب على ذلك فائدة، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص.

فإن لم يترتب على الهجر فائدة، فالواجب حينئذ مراعاة المصلحة في الهجر، فيترك ويلجأ إلى أسلوب المواصلة واستمالة قلب العاصي، وهذا هو منهج الأنبياء، فإنهم ما هجروا أقوامهم مع حرصهم على الشرك وتماديهم عليه، فقد صبر نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا.

ولا نعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه هجر بعض أصحابه إلا بعد إقامته لدولة الإسلام في المدينة وتمكن الإسلام فيها؛ ولذلك كان لهجره للثلاثة الذين خلفوا أثر كبير عليهم، حيث ضاقت عليهم الأرض، وضاقت عليهم أنفسهم، ثم تابوا وكانوا صادقين في توبتهم.

قال العراقي في أحاديث الأحكام: ... وأما قوله: "لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام" فمحله إذا كان الهجران لحظوظ النفس، وتعنتات أهل الدنيا.

قال النووي في الروضة: قال أصحابنا وغيرهم: هذا في الهجران لغير عذر شرعي، فإن كان عذر بأن كان المهجور مذموم الحال لبدعة أو فسق أو نحوهما، أو كان فيه صلاح لدين الهاجر أو المهجور فلا يحرم، وعلى هذا يحمل ما ثبت من هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه، ونهيه الصحابة عن كلامهم، وكذا ما جاء من هجران السلف بعضهم بعض. انتهى.
والله أعلم.

منقول

ديننا الاسلامي دين الاخوة والمحبة والسلام

فهو يأمرنا بـأن نحب بعضنا ,ويألف كل واحد منا اخاه . وينهانا عن القطيعة والخصام .

ولنستمع الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك:

قال عليه الصلاة والسلام :

لايحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان

فيعرض هذا ويعرض هذا,وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

شرح الحديث:

يدعونا الرسول ,صلى الله عليه وسلم ,في هذا الحديث الشريف الى التسامح واللطف مع بعضنا بعضا

,وينهانا عن الخصام والشجار لانهما يولدان الكراهية والبغض في النفوس .

فاذا حصلت بين اخوين مشكلة من المشكلات ,واختصما بسببها ,فان الاسلام ينهى أن يستمر ذلك الخصام

بينهما,بل على كل واحد من المتخاصمين ان يسعى الى الصلح مع اخيه

ويحدد لنا الرسول الكريم مدة ثلاث ايام لايجوز بعدها ان تستمر قطيعة المسلم لاخيه ,بل ان ذلك محرم ,فعلى المسلم ان يسارع الى ازالة اسباب الخصام , ويبدا اخاه بالسلام عليه والحديث معه وزيارته .

ويبين لنا الرسول الكريم ان من يبادر للصلح مع اخيه المسلم له ثواب عظيم عند الله , وهو خير من ذالك الذي

لايبادر الى الصلح .

يرشدنا هذا الحديث الى :

1_تحريم الخصاك والقطيعة بين المسلمين .

2_عدم جواز ان يستمر الخصام لاكثر من ثلاثة ايام .

3_ان افضل المتخاصمين هو الذي يسرع لمصالح اخيه .

4_ان المجتمع المسلم مجتمع متالف ومتعاون.

» اماكن لا يجوز الصلاة فيها