بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
القذافي من طغيان البداية الى ذل النهاية!3
. علاقاته بالغرب
1. القذافي ورئيس الوزراء الأسباني. 11. بدأت علاقات الزعيم الليبي مع الغرب بالصدام والتوتر بسبب تصريحات ومواقف
ونشاطات العقيد، التي تعتبرها القوى الغربية معادية لها وداعمة "للإرهاب
الدولي"، ووصل توتر العلاقات بين الطرفين ذروته حينما قامت الطائرات
الأميركية بقصف مقره صيف عام 1986، ولكنه نجا من الهجوم..
12. وفي عام 1988 اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط
طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية بان أميركان فوق بلدة لوكربي عام 1988
في أسكتلندا، مما أدى إلى مقتل 259 راكبا إضافة إلى 11 شخصا من سكان
لوكربي. ففرضت الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا على ليبيا في عام 1992 م.
13. لكن العلاقات بين الطرفين توطدت كثيرا خلال السنوات الأخيرة بعدما توصلت ليبيا
إلى تسوية لقضية لوكربي في أغسطس/آب 2003 دفعت ليبيا بموجبها تعويضات بنحو
2.7 مليار دولار، وسلمت اثنين من مواطنيها المتهمين بالتفجير وهما عبد
الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الأسكتلندي ليحاكمهما في هولندا، فحكم
على الأول بالمؤبد وبرأ ساحة الثاني، وفي عام 2009 تم ترحيل المقرحي إلى
ليبيا بسبب مرضه.
14. وتعززت علاقة القذافي بالغرب بعد أن فكك برنامجه النووي وسلم جميع الوثائق
والمعدات والمعلومات للولايات المتحدة الأميركية، كما تردد أنه قدم معطيات
ومعلومات وخرائط هامة وحساسة للأميركيين حول البرامج النووية لعدد من الدول
الإسلامية، ومنها معلومات حول ما يعرف بخلية العالم النووي الباكستاني عبد
القدير خان.
15. ونتيجة للسياسة الجديدة للقذافي قام مجلس الأمن في عام 2003 برفع العقوبات المفروضة على ليبيا.
قضية موسى الصدر
يدور الكثير من الجدل حول اختفاء موسى الصدر (قائد شيعي لبناني كبير) وعن
صلة ذلك بالقذافي فقد اختفى الصدر ومن كان معه في ليبيا أثناء زيارته لها،
على أكثر الادعاءات. وكونه حياً أو ميتاً لا زال محور تساؤل جدي. صرح
الأمين العام حسن نصر الله في إحدى خطاباته سابقاً بأن ليس أمام ليبيا إلا
رد الإمام وقد ادعى أحد المعارضين الليبيين أنه يعلم بوجود الصدر في إحدى
سجون ليبيا، مستعملاً ذلك كورقة ضغط سياسي. الصدر لايعلم هل هو في ليبيا أو
لا لأن آخر مقر زاره ليبيا فلهذا اتهمت ليبيا بذلك الإختطاف. لقد جاء
السيد موسى الصدر إلى ليبيا بدعوة شخصية من القدافى. لقد كان السيد في
ضيافة القدافى, فكيف يختفى من دون علم المضيف. أيضا كان بصحبته اثنين من
رفاقه هما الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، هما أيضا اختفيا معه.
و في فبراير 2011، أكد الرائد عبد المنعم الهونى - شريك معمر القذافى في
ثورة الفاتح ومندوب ليبيا المستقيل لدى الجامعة العربية - أن "الإمام موسى
الصدر قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا ودفن في منطقة سبها في جنوب
البلاد" - بينما أعلن السيد صدر الدين الصدر نجل الامام موسى الصدر أن
والده ما زال حبيساً في السجون الليبية
قضية لوكربي
لقد كانت قضية لوكربي من أخطر التحدّيات التي واجهها معمّر القذافي فلم
يكن بيد الغرب يوما ما حجّة قويّة يمكن أن يستخدمها ضد ليبيا في صراعه معها
كهذه القضية ليس لكفاية الدليل فيها بل لان الغرب استطاع الحصول على قرار
من مجلس الأمن الدولي يلزم ليبيا بتسليم اثنين من مواطنيها مشتبه في
ضلوعهما في الحادث والقرار في ذاته لا يشكل ضغطا كبيرا على ليبيا غير أن
صيغته التي قدّمتها الدولتان بالإمكان تطويرها بصورة يمكن أن تصل إلى حد
العمل العسكري ضد ليبيا تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
استطاع معمّر القذافي على مدى سبع سنين هي الفترة التي استغرقتها الأزمة
أن يدير ها بصورة قادت إلى خروج ليبيا منها بسلام مناورا بين القبول
بالقرارات الدولية تارة ثم التفاوض حولها، وتارة أخرى متحدّيا لها، بكسر
الحظر الجوّي المفروض وذلك بقيام الطائرات الليبية بنقل أفواج الحجيج دون
أذن من الأمم المتحدة أو قيامه هو بكسر هذا الحظر من خلال الانتقال إلى
الدول العربية أو الأفريقية على متن طائرات ليبية دون أذن من المنظمة
المذكورة، أو الالتفاف على الحظر الاقتصادي من خلال شبكة مؤسسات مالية
استطاع معمّر القذافي أن يقيمها على مدى سنوات، وأن يوظفّها بصورة جعلت من
الحظر لا تأثير له في القرار الليبي. لقد استطاع معمّر القذافي أن يوّظف
الاقتصاد الليبي والعلاقات الدولية التي أقامها منذ وصوله إلى سدة القيادة
في ليبيا لخدمة المعركة المفروضة عليه من خصومه الذين ما انفكوا يبحثون عن
الفرص للإيقاع به ولم ينجحوا يوما ما في مآربهم، كما استطاع معمّر القذافي
أن ينجح في تعبئة الليبيين في هذه المعركة، وان يجعل منها فرصة أخرى تزيد
التفافهم من حوله. انتصرت ليبيا في هذه المعركه السياسية وذلك بعد قبول
الولايات المتحده بمحاكمه المشتبه فيهما إلى دولة محايدة.
الممرضات البلغاريات
وعلى النقيض من الممرضات الأوكرانيات اللاتي كان لهن الحظوة لدى القذافي،
فقد حل غضبه وسخطه على نظيراتهن البلغاريات اللاتي جئن أصلا إلى ليبيا –كما
الأوكرانيات- بحثا عن الرواتب الرفيعة، فانتهى بهن الأمر سجينات مع طبيب
فلسطيني بتهمة حقن 436 من أطفال بنغازي بفيروس الإيدز
وكما حامت الشكوك ابتداء حول مصداقية اتهامات العقيد للممرضات البلغاريات
فقد كانت نهاية القصة أقل مصداقية وأكثر شبهة وإثارة للجدل حين انتهت بعفو
عنهن مقابل تعويض نحو نصف مليار دولار من قبل بلغاريا لأسر الأطفال
المصابين.
لكن البلغاريين أكدوا أنهم لم يدفعوا فلسا واحدا لليبيين قبل أن تتكشف
معلومات أخرى بأن العقيد هو من حول أموال الصفقة لتعاد إليه من جديد، وزاد
الأمر إشكالا وغموضا حين اعترف نجله سيف الإسلام القذافي بتعرضهن للتعذيب،
وعدم ثبوت التهم عليهن، مقرا بأن القصة كانت تهدف بالأساس لابتزاز
الغربيين.
أما الطبيب الفلسطيني المرافق لهن فكان الأوربيون أرحم به من القذافي حين
أصروا على شموله بصفقة الإفراج رغم اعتراض المفاوض الليبي، ولتسهيل شموله
بالصفقة وإخراجه من جحيم القذافي تم منحه الجنسية البلغارية.
القذافي الجديد
عندما انتهت محاكمة الليبيين المشتبه فيهما في قضية لوكربي وأدين أحدهما
استنادا على ادّلة ظرفية، راهن الجميع على ان هذا بداية لمرحلة أخرى من
العداء بين معمّر القذافي وخصومه، غير أن المراهنة كانت خاسرة فقد دخلت
ليبيا في مفاوضات أثبتت أن القضية ليست لوكربي في ذاتها ولكنها ليبيا
ودورها الإقليمي والدولي، وليبيا ونواياها في بناء قدراتها الدفاعية
الذاتية بما في ذلك برنامجها النووي الذي تخلّت عنه خوفا في 19 ديسمبر
2003، وفتح لها ذلك الباب واسعا على الغرب ،ليحل معمّر القذافي ضيفا على
أوروبا في مقر مفوضية اتحّادها في بروكسل وعلى نوابها محاورا لهم، وليستقبل
في ليبيا في أقل من سنة القادة الفاعلين في السياسة الأوروبية وهم توني
بلير رئيس الوزراء البريطاني، وجيرهارت شرودر المستشار الألماني ،و جاك
شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية، واثبت معمّر القذافي مرة أخرى براعته
وقدرته في الحفاظ على دور لليبيا ومركزيتها في الفضاء العربى الافريقى.
واستقبل في ديسمبر 2007 في البرتغال في القمة الأفريقية الأوروبية تلتها
زيارة تاريخية لفرنسا وإسبانيا. خطابه في الأمم المتحدة
في 23 سبتمبر 2009 زار مقر الأمم المتحدة وتحدث امام الجمعية العمومية في
خطاب مدته ساعة ونصف، وفي كلمته وهي الأولى له أمامها بعد أربعة عقود من
حكمه، أعاد القذافي التعبير عن عبثية هذه المنظمة ليقوم بخطوة رمزية تعبر
عند مدى السخط والاحتجاج على عبثية هذه المنظمة الشاسعة والمحكومة للغرب
عامة وللولايات المتحدة الأمريكية خاصة، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة الذي
لم تتحقق منه مجرد ديباجته بالادعاء بان سبب وجود الأمم المتحدة"الحفاظ على
الأمن والسلم الدوليين" ودعا إلى تحويل سلطة مجلس الأمن إلى هذه الهيئة
لأنه بات "مجلس رعب" لن تعترف بلاده بقراراته بعد اليوم إذا استمرت تركيبته
الحالية، طالب القذافي بتحقيق في كل الحروب والاغتيالات. وذكّر القذافي
بأن 65 حربا نشبت منذ إنشاء الأمم المتحدة، وإصلاحُ المنظمة ليس بتوسعة
مجلس الأمن لأنه لن يمكن التوفيق بين الدول الكبيرة.
وتساءل كيف تتنازل إيطاليا التي قاتلت مع الحلفاء عن المقعد لألمانيا التي
سببت الحرب العالمية وهزمت فيها؟ واعتبر الحل هو إلغاء العضويات الفردية
لصالح الاتحادات القارية. واعتبر القذافي أن أفريقيا جديرة بمقعد دائم، حتى
دون إصلاح مجلس الأمن، استحقاقا عن الماضي كـ"قارة معزولة ومضطهدة ننظر
إليها كحيوانات ثم عبيد ثم مستعمرات تحت الوصاية".
وقال إن الصين هي الدولة الوحيدة التي "صوتنا" عليها في مجلس الأمن الذي
يحاكم دولا يفترض أن يترك أمر اختيار أنظمتها لمجتمعاتها فهي حرة، حسب
قوله، في أن تكون ديكتاتورية أو رجعية أو ما شاءت.
وتساءل لم لا يسمح لطالبان بأن تحكم أفغانستان دولةً دينية كـ"الفاتيكان"؟.
ووصف القذافي الجمعية العامة بأنها "هايد بارك"، متنزه لندن الشهير، أي
أنها منبرٌ للخطابة فقط، وهاجم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحكمة العدل
لأنهما تحإسبان الضعفاء فقط.
وعرض مقترحا لتعويض الدول المستعمَرة لتتوقف الهجرة (نحو الشمال) لأنها
جري وراء ثروات منهوبة، فلا هجرة من بلاده إلى إيطاليا لأن الأخيرة أقرت
تعويضها عن الاستعمار واعتذرت، ووقعت معاهدة تمنع الاعتداء عليها.
واقترح أن يُدفع إلى أفريقيا 777 تريليون دولار تعويض عن المرحلة
الاستعمارية. وحيا كلمة باراك أوباما قبله كخطاب لم يدل به أي رئيس أميركي
عاصره، وقال إنه يوافق على كل ما جاء فيه كحديثه عن استحالة فرض
الديمقراطية من الخارج. وقال إن أفريقيا فخورة بابنها "الأسود" الذي صار
رئيسا، لكنه "ومضة في الظلام" عمرها أربع سنوات وبعدها "من يضمن من يحكم
أميركا؟".
ودعا أيضا للتحقيق في قضايا كثيرة، كغزو غرينادا وبنما وحربي العراق
وأفغانستان وإعدامات لم يعرف من نفذها، حسب قوله، كإعدام صدام حسين وهو
أسير حرب و"رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة"، وأيضا للتحقيق في فضيحة "أبو
غريب"، والعدوان على غزة ومجازر صبرا وشاتيلا. وتساءل لم لا يحقق في اغتيال
باتريس لومومبا، وحتى الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي صُفي -حسب القذافي-
لما أراد إخضاع مفاعل ديمونة الإسرائيلي للتفتيش.
وتطرق القذافي إلى قضايا عديدة من إنفلونزا الخنازير ومعاهدة أوتاوا لحظر
الألغام المضادة للأفراد إلى فلسطين ودارفور والقرصنة البحرية.
واتهم القذافي شركات كبرى بنشر فيروس إنفلونزا الخنازير وتصنيع المصل المضاد للمتاجرة به، متسائلا كيف يدفع الإنسان مقابل الدواء؟.
واعتبر اتفاقية أوتاوا الحالية خاطئة ودعا الموقعين لمراجعة مواقفهم، لأن من حقهم استخدام الألغام لأنها دفاعية أصلا.
أما القضية الفلسطينية فلا حل لها -حسب قوله- إلا في دولة واحدة ديمقراطية
للشعبين، لاستحالة قيام دولتين متجاورتين، لأنهما متداخلتان أصلا. وخاطب
اليهود قائلا إن العرب هم من حماهم من الرومان ومحاكم التفتيش والمحرقة،
والغرب يزج بهم الآن ليقاتلوا من دافعوا عنهم.
أما في دارفور، فقد استتب السلام حسب القذافي الذي اتهم الدول الغربية
بتأجيج الصراع بحثا عن موطئ قدم، ودعاها إلى تحويل المساعدات إلى مشاريع
إنمائية.
ودافع عن قراصنة الصومال فهم يدافعون -حسبه- عن ثروة بلادهم التي تنهبها
دول تلوث مياههم أيضا بالنفايات السامة، وقال إنه التقى بهم وعرض عليهم
معاهدة تحمي حقوق بلادهم مقابل توقف أعمال الخطف.
ولكن القذافي لم يتعرض إلى نتائج التحقيق المزعومة في مجزرة سجن أبو سليم
في منتصف التسعيات حيث تم قتل حوالي 1200 سجين بدم بارد في يونيو 1996
ثروته
نشر موقع ويكيليكس تقارير قالت أن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء
الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار وهي ثروة تقارب ستة أضعاف
ميزانية ليبيا للعام 2011 م البالغة 22 مليار دولار. وتقول التقارير إن
معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس
الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما
يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات
وشركات ملابس شهيرة. وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة
الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع
سنوات
الحارسات الشخصيات
باتت الحارسات الشخصيات إلى جانب الملابس غير المألوفة والخيمة العربية
ثلاثة مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبي معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه في
زياراته لدول العالم المختلفة
وجاء اختيار العقيد القذافي للنساء لحمايته متناقضا مع تصوراته المعلنة عن
المرأة، وتأكيداته المكررة في كتابه الأخضر أن "مكان النساء هو البيوت لأن
تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن".
وتشير المعلومات القليلة المتوافرة عن حارسات القذافي إلى أن تعدادهن يصل
لنحو 400 حارسة، وأنهن يشكلن وحدة ذات وضع مميز داخل القوات الخاصة المكلفة
بحمايته.
وتعود أصول هؤلاء الحارسات إلى منطقة الصحراء التي تشير الروايات
التاريخية المتداولة بليبيا إلى أنها كانت مقر النساء الأمازيغيات
المحاربات في الأساطير اليونانية.
ويختار القذافي حارساته وفق معايير محددة أهمها أن لا يتعدى السن العشرين
عاما، والعذرية وعدم الزواج، وتوفر قدر معين من الجمال، والقوام الفارع
والبنية القوية الشبيهة ببنية الرجال، والولاء المطلق لـ"الأخ قائد
الثورة".
وتحصل كل مرشحة لوظيفة حارسة للقذافي على تأهيل عسكري متقدم يتم التركيز
فيه على إتقان استخدام كافة أنواع المسدسات والبنادق والرشاشات وممارسة
رياضات الالتحام البدني العنيف كالكاراتيه والجودو.
وترتدي المرشحة بعد انضمامها لحارسات العقيد حلة عسكرية خضراء ضيقة وحذاء
بكعب منخفض، وتسلح بمسدس سريع الطلقات وخنجر، ويسمح لها باستخدام مستحضرات
التجميل أثناء الخدمة وإخفاء شعرها تحت الطاقية العسكرية.
ولا تقتصر مهام حارسات القذافي على حماية الأخير في حله وترحاله، إذ
تتعداها إلى ملازمته على مدار الساعة ومساعدته في ارتداء إزاره الطويل
والترفيه عنه وقراءة صفحات من الكتاب الأخضر.
وأطلق القذافي على حارساته كلهن اسم عائشة تيمنا باسم ابنته الوحيدة،
ويرافق الزعيم الليبي في زياراته الدولية ما بين 12 و40 من حارساته اللائي
يميزهن بالأرقام ويطلق عليهن لقب راهبات الثورة.
وتسببت هؤلاء الحارسات في مشكلة بروتوكولية شهيرة عندما منعهن الحراس
المصريون من الدخول مع القذافي لقاعة مؤتمر دولي شارك فيه الأخير بمدينة
شرم الشيخ قبل أربعة أعوام.
وليس معروفا السبب الذي جعل العقيد الليبي يختار لنفسه حارسات له بدلا من
حرس رجال، غير أن صحيفة بازلر تسايتونغ السويسرية أرجعت هذا إلى اعتقاد
الزعيم الليبي أن النساء أقل خطرا عليه من الحراس الرجال الذين يمكن أن
يغدروا به ويتآمروا عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحارسات الشابات كن يكافأن على ولائهن للزعيم
القائد بمنحهن رواتب خيالية وإرسالهن للتسوق في إيطاليا بين حين وآخر،
وكشفت أن ثقة الزعيم الليبي المطلقة بحارساته تراجعت لأسباب غير معروفة في
الفترة الأخيرة، وأوضحت أن المظهر الأبرز لهذا التراجع هو تجريد الحارسات
من المسدس والخنجر.
وإلى جانب ما كشفته الصحيفة السويسرية، فقد لفت مراقبون إلى اختفاء
الحارسات الشابات -اللائي لم تنجح أي وسيلة إعلامية من الالتقاء بواحدة
منهن- من المشهد المحيط بالقذافي منذ اندلاع ثورة 17 فبراير/شباط.
وإضافة لحارساته الشابات، اشتهر العقيد معمر القذافي في السنوات الأخيرة
بإحاطة نفسه بأربع ممرضات أوكرانيات، دخلن منطقة الضوء الإعلامي بعد حديث
وثائق موقع ويكيليكس عنهن.
وذكرت برقية دبلوماسية أميركية سرية نشرها الموقع أن الممرضة جالينا
كولوتنيتسكا هي الوحيدة من بين زميلاتها التي ترافق الزعيم الليبي أينما
ذهب وتعرف كل روتين حياته.
وأشارت الوثيقة -وهي برقية موجهة من سفارة الولايات المتحدة بطرابلس إلى
الخارجية الأميركية بواشنطن- إلى أن تسبب إجراءات روتينية في تأخير سفر
الممرضة الأوكرانية الشقراء قبل عامين، دفع القذافي لإرسال طائرته الخاصة
لتنقلها من طرابلس لتلحق به بالبرتغال حيث كان في طريقه إلى نيويورك.
تنفرد الممرضات من بين عموم النساء بمكانة خاصة لدى الزعيم الليبي معمر
القذافي، جعلت منهن السيدات الأول والأكثر حظوة وقربا من قلب العقيد الذي
صار بعد وصوله للسلطة يلف نفسه بمحيط نسائي من الممرضات والحارسات.
وتحظى صفية فركاش (زوجته الثانية) بنفوذ وتسافر -بحسب وثائق لويكيليكس- في
طائرة خاصة، وفي خدمتها موكب من سيارات المرسيدس ليقلّها من المطار إلى
وجهتها، غير أن تنقلاتها محدودة ومحاطة بالسرية.
ولئن كانت الممرضة فركاش ظلت بعيدة عن الأضواء فإن علاقة الزعيم بممرضة
أخرى هي الأوكرانية "غالينا كولوتنيتسكا" (38 عاما) قد دخلت دائرة التداول
الإعلامي منذ العام الماضي بعدما نشر ويكيليكس برقية من السفير الأميركي
بطرابلستتحدث عن أن القذافي يعتمد بشكل كبير على ممرضته "الشقراء الفاتنة".
وكانت الأزمة التي أصابت الجهاز الصحي في أوكرانيا بعد سقوط الاتحاد
السوفياتي عام 1991 قد دفعت بالعديد من الأطباء والممرضات إلى الذهاب إلى
ليبيا للعمل برواتب أفضل بكثير مما يحصلون عليه في أوكرانيا.
ومن بين هؤلاء كانت غالينا التي مارست التمريض فترة بالمستشفيات الليبية
قبل أن يصطفيها العقيد، ويحيطها بهالة من الاعتناء والتقريب.
وليست غالينا هي الأوكرانية الوحيدة ضمن المحيطات بالقذافي، فهناك بحسب ما نشر ويكيليكس أربع ممرضات أوكرانيات يعتنين بصحة القذافي.
كما تفيد التقديرات الرسمية الأوكرانية بوجود أكثر من 2500 أوكراني بليبيا
معظمهم من الأطباء والممرضات، لكن غالينا تبقى هي الأوفر حظا والأقرب إلى
قلب الزعيم لأنها وحدها التي "تعرف روتينه الخاص"، وترافقه باستمرار ولا
يستطيع السفر بدونها.
ومع اندلاع الثورة الليبية عام 2011 م أصبح الغموض يلف مصير الممرضات
الأوكرانيات، خصوصا مع تناقل وسائل الإعلام نبأ عودة الممرضة أو ربما
المرأة الأهم في حياة القذافي "غالينا" إلى موطنها الأصلي أوكرانيا في
طائرة تقل نحو 120 من الرعايا الأوكرانيين لا يعرف على وجه التحديد هل من
ضمنهم بقية الممرضات المثيرات للجدل.
في الثورات العربية
لم يتلق القذافي أحداث الثورات العربية بالكثير من الترحاب وكأنه يتوقع
أنها ستحل ضيفا ثقيلا على بابه، وقد أثار غضب الكثير من التونسيين والعرب
حين انتقد الإطاحة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وقال إن
التونسيين تعجلوا الإطاحة به، كما أنه هاتف الرئيس المصري المخلوع حسني
مبارك أثناء الثورة المصرية، وبعث له برسالة تضامن في وجه الثورة، التي
سرعان ما امتد لهيبها إلى ليبيا أياما قليلة بعد رحيل مبارك.
وطالما اعتبر القذافي نفسه "قائد ثورة" ومؤيدا للكثير من حركات التحرر،
مثل حركة الباسك في إسبانيا والحزب الجمهوري الإيرلندي والبوليساريو
والفصائل الفلسطينية، كما شكا كثير من الأنظمة العربية والأفريقية من دعمه
وتمويله لحركات تمرد ومحاولات انقلاب فيها، لكنه مع ذلك قمع بقوة الحديد
والنار كل المعارضين لنظامه، تماما مثل ما حدث في سجن بوسليم 1996 حين قتل
أكثر من 1200 سجين رميا بالرصاص.
النهاية
ذكرت قناة الجزيرة انه تأكد بما لايدع مجالا للشك ان القذافي قتل وانتهى
عصره واكدت القناة عبر حوارها مع قادة الانتقالي الليبي اعتقال نجله
المعتصم القذافي.