ويوما
وبعدما انهت مكالمة قصيرة وجدتها صامتة هادثة تخفي ملامح وجهها الذي
ارتسمت عليه بدايات البكاء، فاقتربت منها اسألها ان كان كل شيئا على ما
يرام فقالت :
والله
لو كان شيء على غير ما يرام لما بكيت، ولكني ابكي لأن كل شيء بخير ، ابكي
على هذه السعادة التي انا فيها خوفا من ان تزول، وعلى كل هذا الحب الذي
اعيشه خشية ان تطاله عيون الحاسدين، فأنا وزوجي نحب بعضنا كثيرا ونعيش كل
يوم وكأنه يوم جديد من شهر عسل لا ينتهي، فهو يحرص على الاتصال بي كل عدة
ساعات ليقول لي بأنه يحبني او بانه اشتاق لي، والغريب هو انه يفعل ذلك منذ
عدة سنين وانا الاخرى اتزين له والبس له كل يوم
اجمل ما استطيع، واستقبله في كل ليلة بأزهى حلة وكأني عروس جديدة والغريب باني
ايضا افعل ذلك من عدة سنين والحقيقة اننا الاثنين لم نشعر يوما بمرور كل
تلك السنين ......
سعدت
كثيرا عندما قالت لي ذلك، وصدقتها اكثر وامنت بتلك العلاقة لأني كنت ارى
ملامحها الخجلة، وسعادتها بالحديث ولهفتها للهاتف وسرحانها بعد كلامه، كنت
اعيش معها
قصة حبها، لذلك حسبتها
قصة مثالية شابة تمثل كفاح شابين حبيبين لحياة زوجية سعيدة، ولم اتوقع ان تكون
قصة الحب العظيمة تلك بين شابة في الشعرينات، من العمر ورجل في اواخر الخمسين !! فقلت في نفسي كم هو هذا الرجل محظوظ بهذه الشابة !!
بعد
اعوام مات الرجل وانتهت جلسة العزاء .. وافترق الجميع .. فاقتربت منها
لأني كنت الصديقة الأقرب الى قلبها، والأعلم بقصة حبها .. وقبل ان اسألها
شعورها قالت :
مات .. لكن سر الحب لم يمت .. ويستحيل ان يموت ..
في تلك الليلة .. ليلة العزاء ، اعترفت لي بالسر وراء تلك العلاقة العظيمة فعرفت كم هي كانت محظوظة بالعجوز فقالت :
قبل
زواجي كنت على علاقة بشاب من عمري، كنت احبه كثيرا وكنت احلم بحياة عظيمة
معه ولكنه كان فقيرا وبسيطا بينما احلامه كانت غنية وكبيرة، لذلك عندما
وجدنا سلما لتحقيق احلامنا لم نتردد، فاتفقنا على ان اتزوج لبعض الوقت
الرجل الكبير في السن، العظيم الثراء الطيب القلب حتى اتمكن من جمع مبلغ
معقول من المال من هذه الزيجة ثم اطلب الطلاق واتزوج حبيبي ونحقق الاحلام
!!
لكن حصلت مفاجأة بعد سنة كاملة من الزواج اصبحت حاملا ولكن ليس من زوجي بل من حبيبي!!
في
ليلة مظلمة اتصلت به، اخبرته بانه يكفي ما جمعته من مال، علينا انهاء
الزيجة قبل ان يظهر الحمل، ولكنه لم يقبل بانهاء الزيجة بل طلب انهاء الحمل
طلب انهاء العلاقة بيننا، طلب انهاء الموضوع نهائيا؟!؟!